طاهر الجندى يكتب. ثورجى بدرجة ديكتاتور
فى عام1957بعد ثورة الجيش المصرى على الملك فاروق بخمسة أعوام نزل قارب صغير إلى شواطئ كوبا يقل ثمانون شخصا يعرفهم المنشغلون بالثورات المصتنعه والكثير ممن مرت أعينهم على كتب التاريخ الحديث فعرفوا الحقيقه المغيبه عن الكثير من الذين أنخدعوا بالثوريه وحقوق العمال وحقوق الفلاحين والمساواه والعدل بين كافة الطبقات والعداله الإجتماعيه وغيرها من الشعارات والخطب الرنانه التى صُدعنا منها ليل نهار فمنهم من قال ياعمال العالم إتحدوا وهو الذى أكل وسرق ونهب حقوقهم وثرواتهم وأفقرهم وجعلهم أكثر فقرا من الفقر نفسه كانت كوبا تحت الإحتلال الأسبانى وهى جزيره فى خليج المكسيك تبلغ مساحتها 10٪من مساحة مصر و5% من مساحة السودان و20 فى المائه من مساحة فرنسا والعراق وبريطانيا وغيرها منفردين أستقلت عن أسبانيا وكانت تحكم فى هذه الفتره من عام 1957فترة نزول القارب من باتسيتا الذى أتى بإنقلاب أيضا وبالفعل فى عصر باتيستا المدعوم من الولايات المتحده كانت مزدهره متقدمه نوعا ما أفضل من الفتره التى حكمها فيدال كاستروا كاملة كان الشعب يفكر بأنه سيأكل بملعقه من الذهب ويتنعم ويكون أكثر حريه فمن تزعم الثوره المسلحه كان ينادى بالحريه بالعداله بحقوق العمال حقوق المستضعفين للأسف كانت شعارات لاقيمة لها والخاسر هو الشعب والدوله الشعب خسر حريته والدوله خسرت كل شئ فتأخر الدوله وعدم تقدمها هو أكبر الخسران المحلل والمدقق سيعرف أن بعد زوال إمبراطوريات فرنسا وبريطانيا ظهرت الولايات المتحده الأمريكيه والإتحاد السوڤييتى وكل قوه تريد أن تبسط سيطرتها على أكبر جزء من العالم فكان الصراع فى كوبا بين هاتين القوتين فى الخفاء الظاهر منهم عملائهم ومناديبهم الساميه فتبدل الوضع من كلمة الحاكم السامى البريطانى أوالأمريكى إلى الحاكم السامى الكوبى الذى يأتمر بأمر معسكره إن كان أمريكيا أو سوفييتى هو بالفعل إحتلال داخلى خارجى تحولت كوبا إلى الشيوعيه ونظام الحزب الواحد والفرد الواحد الذى يجمع كل شئ فى قبضته فكان فيدال رئيسا ورئيسا للوزراء ورئيس مجلس الدوله ورئيس الأركان فكان رئيسا لكل شئ رغم أنه من أبناء المزارعين البسطاء فأنقلب على البسطاء فقط ودمر أحلامهم فى الحريه والعداله الإجتماعيه والكرامه الإنسانيه ترك كرسى كل شئ بسبب المرض فى عام 2008 فترك كل شئ لأخيه رؤول كاستروا الذى أنفتح على الغرب وقام بدعوة رئيس أمريكاباراك أوباما لزيارة كوبا فيدال كاستروا لم تعرف وجهته السياسيه فكان غامضا شيوعيا ملحدامرتدا عن المسيحيه والكنيسه الكاثوليكيه ورغم كل هذا سلم زمام أمور الإقتصاد إلى خصومه الليبراليين الرأسمايين بحجة الخوف من النفوذ الأمريكى وضرب أمريكا للثوره الوليده رغم أنه هو من أمم الشركات والأراضى ووزعها على مجلس قيادة الثوره فأممها من الإقطاعيين القدماء ووزعها على الإقطاعيين الجدد لو كانوا يعلمون الغيب ما وثقوا فى حرف واحد من كلماته الناريه فى خطبه المليئه بالحماس وعرفوا قبل فوات الأوان أنه ثورجى بدرجة ديكتاتور